الجمعة، 12 أكتوبر 2018

درس في العادة والإرادة




المادة : فلسفة
النشاط : درس نظري
الموضوع : العادة و الإرادة
أ/ـ الوضعية المشكلة : تأمل الحوار التالي الذي دار بين مريض و طبيب مدخن :
المريض : لماذا تدخن يا دكتور و أنت تعلم أنه يضرك في صحتك ؟
الطبيب : أضنها عادة سيئة إستولت عليّ .
المريض : و كيف يمكن نزع هاته العادة ؟
الطبيب : عن طريق تعلم عادة إيجابية أخرى تحل مكانها .
المريض: و كيف يمكن تعلم عادة جديدة ؟
الطبيب : عن طريق الإرادة .
التعليمة : ما رأيك ؟
ب/ـ تحليل الوضعية :
ـ تدل الوضعية  على وجود حوار بين المريض و طبيبه على عادة التدخين
ـ تدل الوضعية كذلك على أن هناك من العادات ما له أبعاد سلبية و أخرى إيجابية
ـ تدل الوضعية على وجود علاقة بين العادة كفعل آلي  و الإرادة كفعل قصدي .
تحليل الوضعية :
من أجل إبداء الرأي يجب طرح الأسئلة التالية :
ـ ما مفههوم العادة .
ـ ما هي عوامل و شروط العادة .
ـ ما هي أنواعها .
ـ ما الفرق بين العادة و الغريزة .
ـ ما هي أبعاد العادة .
ـ ما مفهوم الإرادة .
ـ ما هي صفات و خصائص الفعل الإرادي .
ـ الإرادة قد تكون سلبية و قد تكون إيجابية .
ـ فما هي أبعادها .
ـ ما هو وجه العلاقة بين العادة و الإرادة .
× عناصر الدرس :
/ـالعادة كأداة للتكيف :
1/ـ مفهوم العادة :  هي قدرة مكتسبة على القيام بعمل ما بطريقة آلية مع الدقة و السرعة و الإقتصاد في الجهد .
2ـ أنواع العادات :
أ/ـ العادات الحركية :  وهي ما إكتسبه الفرد من عادات بدنية مثل : الكتابة باليد ، قيادة السيارة ، السباحة .......
ب/ـ العادات الإنفعالية : وهي التي تبرز في ميولات الأفراد و أذواقهم و طرق إنفعالاتهم مثل : طريقة الغضب ، الضحك ، الخوف من بعض الحشرات
ج/ـ العادات الإجتماعية : و هي التي تبرز في الوسط الإجتماعي ، يتفق عليها المجتمع مثل : طريقة الإحتفال ، التعود على نمط معين من التسمية ، أنواع الملابس ...
د/ـ العادات الفكرية : هي التعود على نمط معين من التفكير كتّعود على : ثقافة معينة ، التعصب للآراء .....
3/ـ عوامل إكتساب العادة :
أ/ـ عامل التكرار: لهذا يؤكد : "ثوروندايك"  أن التكرار هو أحد العوامل التي تقوي  الروابط العصبية بين المثيرات و الإستجابات ، و يسهل حدوث السلوك التكرار يؤدي إلى العكس .
ب/ـ العامل النفسي : حيث أن الميل و الإستعداد النفسي و الإهتمام بالأمر و الإنتباه إليه يعد من أهم الأوليات و الشروط لإكتساب عادة جديدة .
ج/ـ العامل الإجتماعي : فالمجتمع يعتبر الإطار العام الذي نكتسب منه عاداتنا مثل : العادات اللغوية ، و الإحتفالية والمهنية .......
4/ـ الفرق بين العادة و الغريزة : الفرق بين العادة و الغريزة جلي بحيث أن الأولى فعل مكتسب أما الثانية فهي جهاز فطري يولد الإنسان مزودا به ، أما عن الفروق المجودة في الفعلين فهي كما يلي :
أ/ـ أفعال العادة :
ـ أنه فعل تلقائي يتم بطريقة آلية أتوماتيكية .
ـ أنه فعل مكتسب عن طريق التعلم و التكرار .
ـ خاصية إنسانية .
ـ هي أفعال ترسخ في سلوكاتنا (أذهاننا) عن طريق التكرار .
ب/ـ أفعال الغريزة :
ـ هي أفعال فطرية تولد جاهزة مع الكائن .
ـ هي أفعال لها شكل واحد و ثابت عند جميع الأفراد .
ـ هي أفعال لا تتبدل و لا تتغير .
ـ هي خاصية يشترك فيها الإنسان مع الحيوان .
*أوجه التشابه :
ـ كلاهما يقتضي وجود ذات فاعلة و منفعلة .
ـ كلاهما فعل آلي .
ـ كلاهما يسعى إلى حفظ البقاء .
ـ كلاهما يسعى إلى تحقيق التكيف و التوازن .
*أوجه التداخل :
بين العادة و الغريزة تكامل وظيفي من حيث أنهما يتكاملان لتحقيق التوازن و التلائم و التكيف مع الظروف .
5/ـ هل العادة كفعل لها بعد سلبي أم إيجابي ؟
أ/ـ العادة سلبية : يرى كل من : "ديكارت" و "كانط" و "قوروندايك" و بافلوف"و "جون ستيوارت" و "سلولي برودوم" و "روسو" أن العادة سلوك يترتب عنه العديد من المساوئ ، تتمثل في ما يلي :
*أنها تؤدي إلى قتل روح المبادرة و الإبداع فهي تستبد بالفرد و تجعله عبدا لها .
*أنها تقضي على الفاعلية الفطرية و تقوي الفاعلية التلقائية فمثلا: الطالب في كلية الطب الذي تعود على عملية التشريح ، فبالعادة لا تتحرك مشاعره تجاه المريض الذي أمامه لهذا قال : "روسو" (العادة تقسّي القلوب ) وقال: (سلولي برودوم )( إن جميع الذين تستولي عليهم العادة يصبحون بوجوههم بشر و بحركاتهم آلات ).
*تؤدي إلى القضاء على الروح النقدية فمثلا : من تعود على نمط معين من المعيشة فلا يمكنه تغييره لتسلط العادة عليه .
*تؤدي إلى خطر الركود و السقوط في أفكار خاطئة لا يقوى الفرد على تغييرها لأنها أصبحت وليدة العادة ، رغم ثبات بطلانها من الناحية المنطقية أو العلمية أو حتى الدينية .
*العادة تؤدي إلى الموت كالذي إعتاد على :تعاطي المخدرات فإن نهايته لامحال تؤدي إلى الموت .
ـ النقد :
ليس كل العادات سلبية فهناك من العادات ما هو إيجابي مثل التعود على الإحسان إلى المحتاجين لأنه يؤدي إلى التماسك الإجتماعي .
ب/ـ العادة إيجابية : يرى كل من : "أرسطو" و "لايبينتز" و "جون ديوي" أن العادة سلوك إيجابي تترتب عنه العديد من المحاسن تتمثل فيما يلي :
*تؤدي إلى الإقتصاد في الوقت و الجهد فالمتعود على الكتابة على الآلة الراقنة ليس حاله بنفس حال المبتدئ .
*تؤدي إلى التكيف و التأقلم مع المحيط الإجتماعي فامعتاد على درجة حرارة معينة يسهل عليه التأقلم مع بيئته الحارة و الجافة .
*تؤدي إلى التحرر كالعامل في عمله ينجزه بإتقان فيتجنب ذلك بجميع الملاحظات السلبية التي يمكن أن تقدم له .
*أنها تؤدي إلى التماسك و التكافل الإجتماعي .مثل : العادات الإجتماعية.
*أنها تؤدي إلى التحرر من الأفعال الشاقة عل النفس : كالإنتباه و التركيز و تخفف من ضغط التفكير لهذا يقول : "جون ديوي" ( كل العادات تدفع إلى القيام بأنواع معينة من النشاط ، وهي تكون النفس و تحكم قيادة أفكارنا فنحدد ما يظهر منها و ما يقوى و ما ينبغي له أن يذهب من النور إلى الظلام ) .
ـ النقد :
ـ ليس كل العادات إيجابية بل هناك من العادات ما هو سلبي قد يؤدي إلى الهلاك و الموت .
النتيجة : نستنتج أن العدة لها وجهات أحدهما سلبي و الآخر إيجابي .
//ـ طبيعة الفعل الإرادي و خصوصية الإنسان :
أ/ـ مفهوم الإرادة : هي قدرة في الذات تتمثل في نزوعها نحو الفعل مع وعي الأسباب الصادرة عنها و العزم على الفعل أو الكف عنه .
ب/ـ شروط الفعل الإرادي :
1/ـ الشعور الوعي : فالأفعال الإرادية تقوم على الوعي و يوجهها القصد و الغاية منها .
2/ـ القدرة على الإختيار :  و هو شرط يظهر في عزم الذات على ثبات ذاتها و يقدرها على التنفيذ أو الترك ، فهو عبارة عن قرار شخصي و خاص .
3/ـ القدرة على المقاومة : فالفعل الإرادي لا بد له من مقاومة ذاتية ، وصراع داخلي تكبح جموح النفس المتمثلة في الميول و العواطف و الأهواء و ظبط النفس ، و القدرة على التحكم في الأفكار و تنظيمها و توجيهها .
ج/ـ صفات الفعل الإرادي :
1/ـ الفعل الإرادي قرار شخصي : فهو فعل خاص و متحرر من التأثيرات الغريزية بل هو فعل متأني و عزم ذاتي واضح الإختيار .
2/ـ الفعل الإرادي فعل واعي تأملي : بحيث أن صاحبه يدرك أسسه و الغاية منه وفق توجيه العقل و حضور الوعي .
3/ـ الفعل الإرادي سلوك جديد و مرن : فهو سلوك تكيفي  جديد ومنظّم وموّجه بدقة بحسب المواقف و ما تقتضيه من مواجهة .
*يظهر من الفعل الإرادي أنه أوقف أنواع السلوك الإنساني لأنه المجسد لحقيقة الإنسان العاقل و الكائن الواعي و القصدي .
4/ـ هل الإرادة كفعل لهاأبعاد سلبية أم إيجابية ؟
أ/ـ الإرادة سلبية : الفعل الإرادي يعيش في محيط تتنازعه الإنفعالات و الميولات و الأهواء مما يضع الأنسان في حالة من الصراع النفسي .
*كما أن الفعل الإرادي غالبا لا يستطيع مجابهة الرغبات و الميول مما يجعل الإنسان أمام حالة ضعف نفسية و يبرز نقاط ضعفه .
*إضافة إلى أن الفعل الإرادي إذا لم يتمكن من الإنجاز و التحقق على أرض الواقع فإنه يصبح عائقا أمام الإنسان في سبيل تحقيق التكيف الإيجابي .
*وقد يكون الفعل الإرادي مبرر للإنسان للرضا بأقل الأوضاع و الحالات .
ـ النقد :
ـ لكن هذا لا يعني أن الإرادة مجرد نقاط سلبية بل هي المعبرة عن تميز الإنسان و شخصيته الفريدة من نوعها .
ب/ـ الإرادة إيجابية : يرى أنصار الموقف الثاني أن الإرادة إيجابية ، وهذا إنطلاقا من أن الفعل الإرادي يعبر عن صميم ذاتنا و كامل شخصيتنا و قراراتنا الواعية ، كما أن الفعل الإرادي ليس فعلا اندفاعيا و لا تلقائيا بل هو فعل قصدي تجاه الأشياء تحدده الأسباب و المبررات الفعلية المبنية على التفكير و المناقشة ، إضافة إلى أن الفعل الإرادي يعبر عن أرقى أنواع التكيف ، ويعد من أهم العوامل التي تحقق الانسجام و التوافق بين الفرد و بيئته ، كما أن الفعل الإرادي قدرة على العمل و عزم على التنفيذ و حكمة في مواجهة مختلف المواقف .
النقد:
لكن هذا الوجه الإيجابي للإرادة لا يخفي بعض الجوانب السلبية لها فقد تكون معبرة عن ضعفنا و قلة حيلتنا.
///ـ العادة و الإرادة :
ما العلاقة بينهما ؟ و هل التمايز بين العادة و الإرادة يقتضي وجود فرق بينهما ؟
أ/ـ أوجه الاختلاف : *العادة تعني قدرة الفرد على أداء عمل ما بطريقة آلية ، أما الإرادة فتعني القصد إلى الفعل أو الترك مع وعي الأسباب .
*العادة سلوك آلي و روتيني خالي من الوعي بينما الإرادة مرتبطة بالوعي و هي فعل تأملي .
*العادة لا تتطلب جهدا فكريا بينما الإرادة تستدعي بذل الجهد الفكري لأنها تقوم على الوعي و إدراك الأسباب و الهدف منه .
*تتميز العادة بالرتابة بينما الإرادة بالتغير .
ب/ـ أوجه التشابه : *كلاهما يعتبر قدرة مكتسبة أو عمل مكتسب
*كلاهما يهدف إلى تحقيق التكيف و التأقلم التي تواجه الإنسان في حياته.
*كلاهما خاصية إنسانية .
*كلاهما عبارة عن سلوك يقوم به الإنسان قصد التغير .
ج/ـ أوجه التداخل : *الإرادة لها تأثير على العادة لأنها تعد من العوامل الرئيسية في تكوينها فالإنسان إذا أراد التعود على شيء ما فينبغي له أن يتحلى بالإرادة .
*كما أن العادة تؤثر على الإرادة في أنها تسعى إلى تثبيتها و تواصلها .
ـ النتيجة :
*العلاقة بين العادة و الإرادة علاقة تكامل من حيث الوظيفة و الطبيعة .
الخاتمة :
*العادة و الإرادة وظيفتان نفسيتان متصلتان مرتبطتان و يهدفان إلى تحقيق التكيف مع العالم الخارجي و مواجهة المواقف التي تعترض الإنسان .
إنتهى:                                       

                                                   بالتوفيق للجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صمم بكل من طرف: Salem-B